√, ●●, المنام, وصآيا
●● من وصآيا خير الآنام √
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمينَ ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ أَشْرَفِ المُرْسَلِينَ ، وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّم ، وَبَعْدُ
نضع بين ايديكم بَعْضَ الْوَصَايَا الْوَارِدَةِ عَنِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ رِضْوَانُ اللهِ تَعَالى عَلَيْهِمْ
هذِهِ الْوَصَايَا الشَّرِيفَةُ وَإِنْ كَانَتْ مُوَجَهَةً إِلى بَعْضِ الصَّحَابَةِ ، إِلَّا أَنَّهَا تَشْمَلُ كُلَّ المُسْلِمِينَ ، وَهِيَ تَحُثُّ عَلَى إِخْلاصِ الْعِبَادَةِ للهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى ،
وَعَدَمِ الشِّرْكِ بِهِ ، وَتُبَيِّنُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ التَّهْلِيلِ ، وَالسُّجُودِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَفَضْلِ الصِّيَامِ وَالصَّلاةِ ، وَقِيَامِ اللَّيْلِ ،
وَفَضْلِ طَلَبِ الْعِلْمِ ، وَفَضْلِ الصَّدَقَةِ وَالتَّسْبِيحِ ، وَمَا إِلى ذَلِكَ مِنَ الأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ .
وَقَدْ ذَكَرْتُ بَعْضَ الأَحَادِيْثِ الْوَارِدَةِ في نَفْسِ المَعْنَى زِيَادَةً فِي الفَائِدَةِ ،
وَاللهُ أَسْأَلُ أَنْ يَجْعَلَ عَمَلَنَا كُلَّهُ صَالِحَاً مُتَقَبَّلاً ، وَيَجْعَلَهُ خَالِصَاً لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ ، وَأَنْ يَنْفَعَنَا بِمَا جَاءَ فِي هذِهِ الْوَصَايَا ، وَيَرزُقَنَا العَمَل بِهَا ،
وَاللهُ الْهَادِي إِلى سَوَاءِ السَّبِيلِ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آَلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلّمَ .
الوَصِيَّةُ الأُولى
فَضْلُ « لا إِلهَ إِلا اللهُ »
عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ :
« لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلَني عَنْ هذَا الْحَدِيِثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ لِما رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ : أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ : لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ خَالِصَاً مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِهِ » .
أخرجه البخاري
وَعَنْ عبادةَ بن الصَّامِت رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ قَالَ :
« مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلى مَرْيَمَ وَروحٌ مِنْهُ ،
وَالْجَنَّةَ حَقٌّ ، وَالنَّارَ حَقٌّ ، أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّة عَلى مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْعَمَلِ » .
أخرجه الشيخان والترمذي
وزادَ جنادة : « مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ أَيُّهَا شَاءَ » .
الْوَصِيَّةُ الثَّانيَةُ
« وَصِيَّةٌ عَامَّةٌ في التَّوْحِيدِ »
عن ابن عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : كُنْتُ خَلْفَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَوْماً فَقَالَ :
« يَا غُلامُ إِنِّيِ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : إِحْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ ، اِحْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تجَاهَكَ ، وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ ،
وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ ،
وَلَوِ اِجْتَمَعُوا عَلى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الأَقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ » .
أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
وَفي روايةِ غيرِ الترمذي : « اِحْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ ، تَعَرَّفْ إِلى اللهِ في الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ في الشِّدَّةِ ،
وَاْعلَمْ أَنَّ مَا أَخْطَأَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَكَ ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئَكَ ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ،
وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً » .
وللحديث بقيه مع وصية من وصايا خير الآنام